كما تعلم أن ضربات الرأس، أو الإصابات الرياضية، أو الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة كلها أشياء قد تسبب إصابة في الأذن، والتي بدورها قد تؤثر على السمع والتوازن.
لذلك قد تتسبب إصابات الأذن في تلف أي جزء سواءً من الأذن الخارجية، أو الداخلية، أو تلف في إجزاء رئيسية من الأذن، مثل: طبلة الأذن، أو قناة الأذن، أو القوقعة، أو العصب الدهليزي بسبب العديد من الحوادث والحالات التي تؤدي لحدوث هذه الإصابات.
كما أن هذه الإصابات قد تتسبب بضرر لقناة الأذن وطبلة الأذن والغضروف، ويمكن أيضًا في بعض الحالات أن تتسبب في نزيف وألم في الأذن بسبب إصابات الأذن.
أنواع إصابات الأذن
من أبرز أنواع إصابات الأذن، ما يأتي:
· الخلل
بسبب وقوع حادثة أو صدمة والتي تؤدي إلى تمزق جزء من الأذن، وقد تبتعد الأذن عن الرأس جزئيًا أو كليًا.
· كسر العظم الصدغي
من الممكن أن يحدث بسبب حادث خطير أو عند إصابة الرأس، والذي يؤدي لخلع عظام السمع في الأذن الوسطى أو كسر في الأذن الداخلية وبالتالي يزيد هذا من خطر الإصابة بفقدان السمع وفقدان السمع الحسي العصبي.
· تمزق طبلة الأذن
تسبب الضوضاء الصاخبة والتهابات الأذن تمزق في طبلة الأذن، وقد يؤدي التغير المفاجئ في ضغط الهواء أو مع صدمة قوية في العظم الصدغي إلى تمزق طبلة الأذن.
· ورم دموي تحت الغضروف
تنتج هذه الإصابة عن رضوض في الأذن الخارجية، والتي غالبًا ما تكون بسبب الرياضات الناتجة عن الاحتكاك الجسدي، حيث أن الدم يتجمع تحت الجلد ويمنع وصوله إلى الغضروف مما يؤدي إلى موت الغضروف.
· خلع عظمي
يحدث الخلع العظمي عندما لا تكون عظام الأذن الوسطى في حالة استمرار، وقد يحدث هذا بسبب صدمة حادة أو اختراق للأذن.
أعراض إصابات الأذن
تختلف أعراض إصابات الأذن باختلاف السبب، وتشمل الآتي:
1. أعراض ضعف السمع الجزئي
يمكن أن تؤثر بعض إصابات الأذن وتؤدي لضعف السمع الجزئي والتي تترافق معها بعض الأعراض، مثل:
· مشكلة في السمع عند وجود ضوضاء في الخلفية.
· صعوبة في سماع الأصوات العالية أو النوتات الموسيقية.
· سماع أصوات معينة أو مكتومة فقط.
· رنين في الأذن.
· سماع أصوات غريبة، مثل: الهسهسة، أو الأزيز، أو الطنين، أو الزئير.
· صعوبة في الانتباه.
· الشعور بالامتلاء في الأذن.
· مواجهة مشكلات في التحدث.
· التحدث بصوت عالٍ.
· عدم الالتفات إلى الأصوات الصاخبة.
· الرد بشكل غير لائق.
2. أعراض ضعف السمع الكامل
البعض يعاني من ضعف كامل في السمع بسبب إصابات الأذن والتي قد تؤثر أيضًا على التوازن، وقد تظهر عليهم بعض الأعراض والعلامات، وتشمل:
· السقوط والتعثر كثيرًا.
· شعور مفاجئ بالدوار أثناء الجلوس أو الوقوف.
· الشعور بعدم الاستقرار.
· الارتباك والدوخة.
· الغثيان والقيء.
· الصداع.
· التعب الشديد.
· مشكلات في الرؤية، مثل: عدم وضوح الرؤية.
· صعوبة في صعود الدرج، أو الوقوف دون الوقوع.
· مشكلات في المشي، مثل: عدم القدرة على المشي دون الترنح، أو المشي بأرجل متباعدة، أو صعوبة في المشي في الظلام.
· 3. أعراض أخرى
وتشمل الآتي:
· ألم الأذن والذي قد يكون شديدًا.
· مشكلات الدوخة والتوازن.
· الصداع.
· فقدان السمع.
· صديد أو نزيف من الأذن.
· طنين الأذن.
· كدمات.
· نزيف في قناة الأذن.
أسباب وعوامل خطر إصابات الأذن
توجد عدة أسباب وعوامل خطر تؤدي لإصابات الأذن، تعرف عليها:
1. أسباب إصابات الأذن
تشمل هذه الأسباب الآتي:
· الجروح، أو الخدوش، أو الحروق، أو قضمة الصقيع
من الممكن أن تكون هناك إصابة حتى لو طفيفة في الأذن الخارجية أو في قناة الأذن بسبب الجروح، أو الخدوش، أو الحروق، أو قضمة الصقيع.
وفي حالات أخرى إذا كان الشخص مصاب بنزيف أو عدوى فإن ذلك قد يؤثر على أجزاء أخرى من الأذن.
· إدخال الأجسام الغريبة في الأذن
عند إدخال أشياء وأجسام غريبة، مثل: القطن، أو الأظفر، أو القلم من الممكن أن يؤدي ذلك لخدش قناة الأذن، أو في حالات أكثر خطورة قد يؤدي ذلك لتمزق وثقب طبلة الأذن، ومن الممكن أيضًا أن يؤدي إدخال الأجسام الغريبة إلى إتلاف العظام والغضاريف والأنسجة.
· الحوادث والإصابات
تسبب الضربات المباشرة على الأذن أو الرأس والتي تحدث بسبب حوادث السيارات، أو الإصابات الرياضية، أو المعارك إلى تمزق طبلة الأذن، أو خلع العظام، أو إتلاف الأذن الداخلية.
وقد يكون الأشخاص الذين يلعبون المصارعة أو الملاكمة أو الرياضيين بشكل عام معرضين لخطر الإصابة بضربات قوية ومتكررة على الأذن الخارجية مما يؤدي لكدمات شديدة أو جلطات دموية تمنع تدفق الدم إلى غضروف الأذن الخارجية، وبالتالي قد يتم إتلاف وتشويه هيكل الأذن لتصبح ما يسمى بالأذن القرنبيط.
· الضوضاء العالية والصاخبة
يعاني البعض من ضعف شديد أو دائم في السمع عند التعرض لضوضاء عالية جدًا يوميًا أو على مدى فترة طويلة من الزمن وهذا ما يسمى بالصدمة الصوتية أو فقدان السمع الناجم عن الضوضاء، وعندما يحدث هذا تتلف الشعيرات الدقيقة في القوقعة.
لذلك قد تسبب الأصوات الصاخبة والتي تتكرر بمرور الوقت، مثل: الطلق الناري، والانفجار، وجزازات العشب، والأدوات الكهربائية، والاستماع للموسيقى العالية والصاخبة بفقدان السمع.
· التغير المفاجئ الكبير في ضغط الهواء
عند ركوب الطائرة أو عند الغطس تحت الماء فإن ضغط الهواء ينخفض حيث أنه كلما ازداد الارتفاع كلما انخفض ضغط الهواء، لذلك إذا لم يتم معادلة الضغط فإن ضغط الهواء المرتفع يتم دفعه إلى جانب واحد من طبلة الأذن مما يؤدي إلى الشعور بالألم وفقدان السمع الجزئي أحيانًا وهذا ما يسمى بالرضح الضغطي.
وعادةً ما توازن قناة استاكيوس ضغط الهواء في الأذن الوسطى مع ضغط الهواء الخارجي من خلال الفتح والسماح للهواء بالوصول للأذن الوسطى، لكن عندما يكون هناك خلل في قناة استاكيوس خاصة إذا كانت مسدودة نتيجة التهاب أو مخاط فإن ذلك يؤدي لمشكلات طفيفة في السمع لكنها مؤقتة.
2. عوامل الخطر المؤدية لإصابات الأذن
وتشمل الآتي:
· العمر: من الممكن في بعض الحالات أن ترتبط بعض إصابات الأذن بتقدم العمر.
· الوراثة: قد تزيد الوراثة من سرعة تقدم فقدان السمع خاصة عند التعرض لإصابة في الأذن.
· مشكلات طبية: مثل: مرض منير، وورم العصب السمعي.
· التهاب الجلد: من الممكن أن يزيد من خطر إصابات الأذن.
· عوامل أخرى:
o تراكم شمع الأذن.
o التعرض لضوضاء صاخبة.
مضاعفات إصابات الأذن
من أبرز مضاعفات اصابات الاذن:
o تسرب السائل الدماغي الشوكي: والذي قد يحدث بسبب كسور في الرأس وقاعدة الجمجمة، وقد يؤدي ذلك إلى التهاب السحايا.
o شلل في الوجه: من الممكن أن تتضرر عضلات وأعصاب الوجه أو قد تصاب بالشلل بعد إصابة شديدة في الرأس.
o التهابات الأذن المتكررة: والتي قد تحدث بسبب أنواع من البكتيريا تدخل إلى الأذن الداخلية من خلال طبلة الأذن الممزقة.
o مشكلات في التوازن والدوخة: قد تكون هذه المشكلات طويلة الأمد أي تستمر لفترات طويلة.
تشخيص إصابات الأذن
يسأل الطبيب المريض عن الأعراض التي يعاني منها ويجري فحص بدني له، ومن الممكن أن يستخدم منظار للأذن يوجد به ضوء للتأكد من وجود أجسام غريبة، أو عدوى، أو تلف في طبلة الأذن.
كما أنه اعتمادًا على نوع الإصابة قد يتم اللجوء للتصوير بالرنين المغناطيسي للتحقق من صحة الأذن الداخلية، ويمكن أيضًا إجراء اختبار سمعي للتحقق من فقدان السمع.
علاج إصابات الأذن
يختلف العلاج على حسب شدة الإصابة وسببها والمنطقة المتضررة، حيث أن بعض إصابات الأذن تلتئم من تلقاء نفسها، أما بعض الإصابات الأخرى فإن العلاج يعتمد على الجزء المصاب من الأذن، والسبب الذي أدى إلى لإصابة الأذن، لذلك من أبرز طرق علاج إصابات الأذن:
1. تصريف الدم
يقوم الطبيب بعمل شق صغير خاصة إذا كان الشخص يعاني من تجمع الدم في الأذن الخارجية، ثم يتم وضع ضمادة خاصة تبقى في مكانها لعدة أيام.
2. رأب العظم
يقوم هذا النوع من الجراحة بإصلاح الأضرار التي لحقت بالأذن الخارجية من خلال إعادة تشكيل الأنسجة، واستخدام العديد من تقنيات الجراحة الترميمية حيث أنها تخلق شكلًا أكثر طبيعية للأذن، ويمكن أيضًا استبدال الأنسجة المفقودة باستخدام طعم جلدي.
3. الغرز
تتطلب الجروح العميقة غرزًا أو غراء جراحي لإغلاق الجرح، حيث أن الطبيب يستخدم غرز لإعادة وصل الغضروف الممزق وإصلاح التلف.
4. رأب طبلة الأذن
تلتئم العديد من تمزقات طبلة الأذن دون علاج، لكن في الحالات الأكثر خطورة قد يتم اللجوء إلى نوع من الجراحة يسمى رأب طبلة الأذن لرأب التمزق.
5. العلاج الدهليزي
يساعد العلاج الدهليزي في التقليل من مشكلات التوازن الناتجة عن إصابات الأذن، حيث أنه يتم استخدام العلاج الطبيعي لمساعدة المريض في مهارات التوازن والتنسيق.
6. علاج السمع
يحتاج البعض لأخصائي السمع لعلاج مشكلة الاستماع وخاصة الأشخاص الذين يعانون من ضعف شديد في السمع، حيث أنه يقوم الأخصائي بتضخيم الصوت القادم بدرجة كافية للسماح للشخص بسماعه جيدًا.
الوقاية من إصابات الأذن
من أبرز طرق الوقاية لمنع إصابات الأذن، ما يأتي:
· تجنب الضوضاء الصاخبة وارتداء واقي للأذن، ويفضل خفض مستوى الصوت في سماعات الأذن وسماعات الرأس.
· ينصح بالحصول على سدادات الأذن، أو مضغ العلكة لتقليل الضغط على الأذن عند الطيران.
· ينصح بارتداء خوذة مناسبة عند ركوب الدراجات، أو ألواح التزلج، أو التزلج على الجليد.
· يجب ارتداء غطاء الرأس الواقي أثناء الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي، مثل: الملاكمة، والمصارعة.
· تجنب وضع أي جسم غريب في الأذنين، مثل: أعواد القطن أو حتى الأصابع، حيث أن الاستحمام المنتظم كافي للحفاظ على شمع الأذن ضمن المستويات الطبيعية.
· يفضل مسج الجزء الخارجي فقط من الأذن عند الانزعاج من وجود الشمع في الأذن حيث أن البعض قد يشعر بالألم أو بعدم الراحة.