فيروسات التهاب الكبد كما اسمها هي الفيروسات التي تتسبب بالتهابات تتفاوت خطورتها من الحادة إلى المزمنة في عضو الكبد.
يُعدّ الكبد عضو مهم جدًا في جسم الإنسان كونه ينقي الدم من السموم ويُخزن الفيتامينات وينتج بعض أنواع البروتينات، وهذا يعني أنه أي التهاب فيه يؤدي إلى تعطيل تلك الوظائف يُسبب مشكلات ومضاعفات خطيرة على الجسم.
أنواع فيروسات التهاب الكبد
تمثلت أنواع فيروسات التهاب الكبد فيما يأتي:
1. فيروس التهاب الكبد الوبائي A
بالرغم من وجود لقاح يحد من الإصابة بفيروس التهاب الكبد A إلا أنه في بعض الدول يتفشى المرض بين كل وقت وآخر، ويُعزى السبب في ذلك إلى استيراد الأطعمة من دول تنعدم فيها أنظمة النظام الصحي.
2. فيروس التهاب الكبد الوبائي B
فيروس التهاب الكبد B يُسبب التهابات حادة في الكبد وقد تُصبح مزمنة وأكثر فتكًا في الجسم، وخاصةً إن كان المُصاب طفل.
3. فيروس التهاب الكبد الوبائي C
يُسبب فيروس التهاب الكبد C عدوى مزمنة لدى 75% - 85% من المُصابين به، ويؤدي إلى العديد من المضاعفات الخطيرة على الجسم في حال عدم السيطرة عليه.
4. فيروس التهاب الكبد الوبائي D
هذا النوع من الفيروسات غير منتشر ولا يُمكن أن يُصيب الجسم لوحده إذ أنه دائمًا إن وُجد فإن يُرافق فيروس التهاب الكبد B.
5. فيروس التهاب الكبد الوبائي E
تكثر الإصابة بفيروس التهاب الكبد E في المناطق النائية، وذلك لأنه يُصيب الإنسان عن طريق تلوث الطعام ببراز أحد المُصابين.
يُسبب هذا النوع من الفيروسات الالتهابات الحادة، لكنه يُشكل خطورة على النساء الحوامل بشكلٍ خاص.
6. فيروسات أخرى
يوجد نوعين من فيروسات الكبد الوبائي، لكنهما ما زالا يُشكلان الكثير من الغموض حولهما، وهما:
· فيروس التهاب الكبد الوبائي F: هذا النوع تم الادعاء بوجوده قبل عدة سنوات، لكن لا يوجد إصابات تُؤكد وجوده، مما جعل الخبراء يلغونه من قائمة فيروسات التهاب الكبد.
· فيروس التهاب الكبد الوبائي G: هذا النوع بالرغم من اسمه إلا أن الأبحاث وجدت أنه يُسبب التهاب مزمن للجسم عمومًا ولا يختص بالكبد.
أعراض فيروسات التهاب الكبد
الإصابة بفيروسات التهاب الكبد قد لا ينتج منها أي أعرض على الجسم لمدة تتراوح سنوات عديدة، فقد يُصاب الشخص وينقل المرض لغيره دون علمه بذلك، لكن في حالات أخرى قد تظهر الأعراض بعد أسبوعين أو 6 أشهر من الإصابة.
أعراض الإصابة بكافة أنواع فيروسات التهاب الكبد واحدة، ولا يوجد اختلاف بينها، إذ تمثلت هذه الأعراض في الآتي:
· ارتفاع درجة حرارة الجسم.
· فقدان الشهية.
· الغثيان والتقيؤ.
· التعب دون مبرر.
· آلام في البطن تتراوح من خفيفة إلى حادة.
· آلام في المفاصل.
· اليرقان، ويُقصد به ظهور لون البشرة وبياض العين باللون الأصفر.
· براز فاتح اللون بشكلٍ متكرر.
· بول ذو لون داكن، وكلما كان وضه الكبد سيئ كلما كان اللون أغمق.
أسباب وعوامل خطر فيروسات التهاب الكبد
أسباب الإصابة بفيروسات التهاب الكبد تتمثل في الآتي:
1. أسباب الإصابة بفيروس التهاب الكبد A وD
هذه الأنواع من الفيروسات تدخل إلى الجسم وتُصيب الكبد نتيجة تناول أطعمة أو شرب سوائل ملوثة بها، لذا تكثر هذه الأنواع في المناطق التي تنعدم فيها النظافة العامة وتفتقر إلى أنظمة الصرف الصحي.
2. أسباب الإصابة بفيروسات التهاب الكبد B وC وE
فيروسات التهاب الكبد من نوع B وC وE تُصيب الجسم بذات الطرق والأسباب المتمثلة بالآتي:
· ممارسة الجماع مع شخص مُصاب.
· تبادل الإبر الملوثة، ويكثر ذلك بين مدمني المخدرات.
· إجراء وشم بإبر ملوثة نتيجة عدم تعقيمها بعد الوشم للأشخاص.
· التعرض لجروح بأدوات ملوثة.
· استخدام أدوات الآخرين التي قد تكون ملوثة بالفيروس، مثل: فرشاة الأسنان، وشفرات الحلاقة.
كما قد تنتقل هذه الفيروسات من الأم لجنينها أثناء الحمل عبر المشيمة أو بعد الولادة من خلال الحليب في حال الرضاعة الطبيعية.
مضاعفات فيروسات التهاب الكبد
تمثلت أبرز مضاعفات الإصابة بأحد أنواع فيروسات التهاب الكبد في ما يأتي:
1. سرطان الكبد
وُجد أن الإصابة بسرطان الكبد أمر شائع بعد الإصابة بفيروسات التهاب الكبد، فمثلًا نوع B من هذه الفيروسات يُسبب السرطان لنسبة تتراوح من 15% - 25% ممن أُصيبوا به.
2. تليف الكبد
تليف الكبد هي حالة تُصيب الكبد بحيث تبدأ أجزائه بالتدريج تتشمع ولا تؤدي وظائفها، لينتهي الأمر بتوقف الكبد بشكل كامل عن عمله.
3. مضاعفات أخرى
تمثلت المضاعفات الأخرى فيما يأتي:
· اضطرابات النزيف.
· الاستسقاء، والذي يُقصد به تراكم السوائل في البطن.
· الفشل الكلوي.
· ارتفاع ضغط الدم البابي.
· اعتلال الدماغ الكبدي.
· الوفاة.
تشخيص فيروسات التهاب الكبد
يتم تشخيص الإصابة بفيروسات التهاب الكبد بالطرق الآتية:
1. اختبارات الدم للأجسام المضادة
اختبارات الدم للأجسام المضادة لأنواع الفيروسات المُسببة لالتهاب الكبد هي الفحوصات الشائعة والتي يتم التطرق لها مباشرة بعد ظهور الأعراض على المريض.
تُعدّ هذه الفحوصات موثوقة، ويُمكن تكرارها مرتين بعينات دم جديدة لتأكيد الإصابة بأحد أنواع الفيروسات بشكلٍ دقيق ومُثبت 100%.
2. اختبارات الحمض النووي
اختبارات الحمض النووي هي اختبارات ليس شائعة، وإجرائها في حالة فيروسات التهاب الكبد B وC يهدف إلى معرفة سرعة تكاثر الفيروس في الكبد.
3. التصوير المقطعي المحوسب
هذا التصوير يُجرى لحالات التهاب الكبد المزمنة، ومن خلاله يتم الكشف عن مدى صحة الكبد ومقدار التلف الحادث به إن وُجد.
علاج فيروسات التهاب الكبد
يتم علاج أنواع فيروسات التهاب الكبد كما الآتي:
1. علاج فيروس التهاب الكبد A وB وE
لا يوجد علاج مُحدد لهذه الأنواع من الفيروسات، ويتم وصف فقط مجموعة من الأدوية التي تحد من الأعراض، كما يقوم الطبيب بمراقبة حالة الكبد بين كل حين وآخر.
2. علاج فيروس التهاب الكبد C
قد لا يحتاج التهاب الكبد من نوع C العلاج، حيث أن ما يُقارب 25% من المُصابين به يُشفون تلقائيًا من خلال مقاومة أجسامهم للمرض، أما النسبة الباقية وهي 75% فلا يتم التطرق إلى علاجها إلى إن تحول التهاب الكبد إلى المزمن.
يُعالج التهاب الكبد من نوع C في حال أصبح مُزمنًا بجرعات الأدوية عن طريق الفم لمدة 8-12 أسبوعًا، وبعد ذلك لن تظهر الأعراض على 9 مصابين من أصل 10.
3. علاج فيروس التهاب الكبد D
لا توجد أدوية مضادة للفيروس التهاب الكبد D، لكن يُستخدم دواء الإنترفيرون ألفا 2 بي حيث أنه يظهر تحسن بنسبة 25% - 30%.
الوقاية من فيروسات التهاب الكبد
يُمكن الوقاية من فيروسات التهاب الكبد كما الآتي:
1. الوقاية من فيروسات التهاب الكبد من نوع A وE
يتم الوقاية من هذه الأنواع باتباع الإرشادات الآتية:
· غسل الخضروات والفواكه جيدًا قبل تناولها.
· طهي الطعام جيدًا.
· غسل اليدين بعد استخدام الحمام، وقبل تناول الطعام.
2. الوقاية من فيروسات الالتهاب من نوع B وC وD
يتم ذلك من خلال اتباع الآتي:
· الابتعاد عن ممارسة الجنس مع الغرباء وخاصةً من يمتهنون الجنس لجني المال.
· استخدام الواقي الذكري أو الواقي الأنثوي قبل ممارسة الجماع.
· الابتعاد عن استخدام أدوات الآخرين الخاصة، وخاصةً الأدوات التي يُمكن من خلال أن يتم الجرح، مثل: فرشاة الأسنان، وأعواد تنظيف الأسنان، وشفرات الحلاقة، والمقصات.
· التأكد من الإبر المُستخدمة مُعقمة والأفضل هو استخدام الجديد منها والتأكد من فتحها من عبواتها بشكل شخص.
· الابتعاد عن مسك الأدوات الحادة المتواجدة في الطرق.
· ارتداء الألبسة الواقية والقفازات عند التعامل مع الدم، وهذه النصيحة يجب تطبيقها بشكل دقيق من قبل الممرضين، وفني المختبر، والأطباء.