الضفيرة العضدية هي شبكة معقدة من التفرعات والتجمعات لألياف عصبية مصدرها في جذور النخاع بالرقبة من الخامس حتى الثامن، والجذر الصدري الأول، وأعصاب الذراع، كما أن الأعصاب في عضلات الحزام الكتفي مصدرها الضفيرة العضدية.
تحتوي الضفيرة على 160000 ليف عصبي يمتد من العنق الجانبي إلى داخل الإبط بطول 15 سنتيمتر، ومن الناحية التشريحية فإن الضفيرة تقع بشكل مجاور لعضلات الرقبة وللضلع الأول في الجزء العلوي من الرئة، ولعظمة الترقوة، ولشريان تحت الترقوة، ولمفصل الكتف.
بسبب حجم الضفيرة وتعقيدها، وبسبب قربها التشريحي إلى أجزاء كثيرة هناك انتشار واسع نسبيًا لمتلازمات مصدرها إصابة في أجزاء الضفيرة.
تصنيف إصابات الضفيرة العضدية
عند تصنيف إصابات الضفيرة يتم التمييز بين الإصابات كالآتي:
1. إصابات الضفيرة العضدية المفتوحة
تكون الناجمة عن إصابات مخترقة أو في أعقاب عمليات جراحية.
2. إصابات الضفيرة العضدية المغلقة
من بين الإصابات المغلقة من المهم الإشارة إلى الأضرار الناجمة عن الحوادث أو السقوط، قد تكون هذه الأضرار قابلة للإصلاح، لكن في الحالات الصعبة بشكل خاص قد تتمزق مصادر الجذور وعندئذ يكون الشلل غير قابل للإصلاح، وتحدث إصابة مماثلة أحيانًا أثناء ولادة معقدة، وتُشارك فيها غالبًا الفروع العلوية أو الوسطى من الضفيرة.
في هذه الحالات يحدث شلل في الطرف العلوي لدى المولود بعد الولادة مباشرة، ثم يحصل تحسّن جزئي لاحقًا.
أعراض إصابات الضفيرة العضدية
تختلف أعراض إصابة الضفيرة العضدية بحدة الاصابة كما في الآتي:
1. أعراض إصابات الضفيرة العضدية البسيطة
غالبًا يحدث ضرر طفيف أثناء الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي، مثل/ كرة القدم، أو المصارعة، عندما تتمدد أو تنضغط أعصاب الضفيرة العضدية يُمكن أن تنتج الأعراض الآتية:
· شعور مثل صدمة كهربائية أو حرقة في الذراع.
· خدر وضعف في الذراع.
عادةً تستمر هذه الأعراض لبضع ثوانٍ أو دقائق قليلة، ولكن لدى بعض الأشخاص قد تستمر الأعراض لأيام أو أكثر.
2. أعراض إصابة الضفيرة العضدية الخطيرة
تنجم الأعراض الأكثر شدة عن الإصابات التي تؤدي إلى إصابة الأعصاب بجروح خطيرة، وتحدث أخطر إصابة في الضفيرة العضدية عندما يتمزق جذر العصب من الحبل الشوكي، ومن أبرز الأعراض:
· ضعف أو عدم القدرة على استخدام عضلات معينة في اليد، أو الذراع، أو الكتف.
· انعدام تام للحركة والشعور بالذراع بما في ذلك الكتف واليدين.
· ألم حاد.
3. أعراض تستدعي الذهاب للطبيب
يُمكن أن تُسبب إصابات الضفيرة العضدية ضعفًا دائمًا، أو عجزًا حتى لو بدا لك المرض بسيطًا فقد تحتاج إلى رعاية طبية.
راجع الطبيب إذا كان لديك الأعراض الآتية:
· الشعور بحرقة في الذراع.
· ضعف في اليد أو الذراع.
· ألم الرقبة.
· ظهور الأعراض في كلا الذراعين.
أسباب وعوامل خطر إصابات الضفيرة العضدية
هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى إصابة الضفيرة العضدية وهي على النحو الآتي:
1. أسباب إصابة الضفيرة العضدية
يميل التلف الذي يُصيب الأعصاب العلوية التي تتكون منها الضفيرة العضدية إلى الحدوث عندما تعرض الكتف والرقبة للإصابات المختلفة، ومن أبرز هذه الإصابات ما يأتي:
· رياضات تتطلب الاحتكاك الجسدي
يُعاني العديد من لاعبي كرة القدم من اللسعات التي يُمكن أن تحدث عند تمدد الأعصاب في الضفيرة العضدية إلى منطقة أبعد من حدودها أثناء الاصطدام مع لاعبين آخرين.
· الولادات الصعبة
يُمكن أن يُعاني الأطفال حديثو الولادة من إصابات الضفيرة العضدية التي قد تترافق مع ارتفاع الوزن عند الولادة، أو الولادة التي تستمر فترات طويلة.
إذا انحشرت أكتاف الرضيع داخل قناة الولادة فهناك خطر متزايد للإصابة بشلل الضفيرة العضدية، وفي أغلب الأحيان تُصاب الأعصاب العلوية وهي حالة تُسمى شلل إيرب.
· صدمة
يُمكن أن تؤدي عدة أنواع من الصدمات بما في ذلك حوادث السيارات، أو حوادث الدراجات النارية، أو السقوط، أو جروح الرصاص إلى إصابات الضفيرة العضدية.
· الأورام وعلاجات السرطان
يُمكن أن تنمو الأورام في الضفيرة العضدية أو على طولها، أو أن تضغط على الضفيرة العضدية، أو تنتشر إلى الأعصاب، قد تتسبب العلاجات الإشعاعية للصدر في تلف الضفيرة العضدية.
2. عوامل الخطر
من أبرز العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالضفيرة العضدية:
· المشاركة بالرياضات التي تتطلب احتكاك جسدي.
· حوادث السير.
مضاعفات إصابات الضفيرة العضدية
من أبرز مضاعفات إصابة الضفيرة العضدية ما يأتي:
· تصلب المفاصل: قد يُسبب ذلك شلل في اليدين، أو الرجلين مما قد يُسبب إعاقة في الحركة.
· الألم: يحدث الألم بسبب تلف الأعصاب مما قد يجعل الألم مزمنًا.
· الخدر: قد يُحدث عدم الشعور بالأيدي أو الأرجل الإصابة بحرقة أو ضرر في الأعضاء دون الشعور بذلك.
· ضمور العضلات: تنمو الأعصاب ببطء ويُمكن أن تستغرق عدة سنوات للشفاء بعد الإصابة.
· العجز الدائم: يعاني بعض الأشخاص من ضعف دائم في العضلات، أو شلل.
تشخيص إصابات الضفيرة العضدية
يتم تشخيص المرض على النحو الآتي:
1. الفحص السريري
سيفحص الطبيب اليد والذراع، ويختبر الإحساس للمساعدة في تشخيص إصابة الضفيرة العضدية.
2. الأشعة السينية
يتم تسليط الأشعة السينية على الرقبة ومنطقة الكتف لتحديد الكسور، أو الإصابات الأخرى للعظام والأنسجة الكثيفة حول أعصاب الضفيرة العضدية.
3. الفحوصات التصويرية
قد يتم استخدام التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
4. الاختبارات التي تستخدم الأقطاب الكهربائية لتحديد وظيفة العصب والنشاط الكهربائي
من أبرزها دراسة التوصيل العصبي، ومخطط كهربائية العضل.
علاج إصابات الضفيرة العضدية
يعتمد العلاج على نوع الإصابة وشدتها ويكون على النحو الآتي:
1. العلاج الفيزيائي
قد يُوصي الطبيب بالعلاج الطبيعي للحفاظ على عمل المفاصل، والعضلات بشكل صحيح، والحفاظ على نطاق الحركة، ومنع تيبس المفاصل.
2. العلاج الجراحي
يجب أن تحدث الجراحة لإصلاح أعصاب الضفيرة العضدية بشكل عام في غضون ستة أشهر بعد الإصابة، حيث أن العمليات الجراحية التي تحدث في وقت لاحق لها معدلات نجاح أقل.
من أبرز أنواع الجراحات ما يأتي:
· تُساعد العملية على تحرير العصب من موضع الإصابة.
· إزالة الجزء التالف من الضفيرة العضدية واستبدالها بأجزاء من أعصاب مأخوذة من أجزاء أخرى مما يُسبب نمو العصب من جديد.
· عندما يتمزق جذر العصب من الحبل الشوكي يأخذ الجراحون عصبًا أقل أهمية لا يزال يعمل ويربطونه بعصب أكثر أهمية لا يعمل.
· يزيل الجراح عضلة أقل أهمية من الجسم وينقلها إلى الذراع، ويُعيد توصيل الأعصاب والأوعية التي تُغذي العضلات.
الوقاية من إصابات الضفيرة العضدية
على الرغم من أنه لا يُمكن منع التعرض لإصابة الضفيرة العضدية غالبًا، لكن يُمكن اتخاذ خطوات لتقليل خطر حدوث مضاعفات بمجرد حدوث الإصابة:
1. وقاية نفسك من مضاعفات إصابة الضفيرة العضدية
يُمكنك الوقاية من المضاعفات على النحو الآتي:
· تُساعد تمارين الحركة والعلاج الطبيعي اليومية في منع تصلب المفاصل إذا فقدت القدرة على استخدام يدك أو ذراعك مؤقتًا.
· تجنب الحروق أو الجروح، فقد لا تشعر بها إذا كنت تُعاني من الخدر.
· قد يقترح الطبيب ارتداء حشوة محددة لحماية المنطقة أثناء ممارسة الرياضة خصوصًا إذا كنت رياضيًا تعرضت لإصابات في منطقة الضفيرة العضدية.
2. وقاية طفلك من المضاعفات
من المهم أن تقوم بتمرين مفاصل طفلك وعضلاته كل يوم بدءًا من عمر الطفل لبضعة أسابيع فقط، حيث يُساعد هذا في منع تيبس المفاصل بشكل دائم، ويُحافظ على عضلات طفلك العاملة قوية وصحية.