تغوّط مُدَمّى

التغوط المدمى مصطلح يشير إلى وجود دم في البراز، وقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة حيث أنه لا يحدث دائمًا.

وفي الغالب قد يشير إلى وجود نزيف في مكان ما في الجهاز الهضمي، حيث أنه قد تظهر كمية كبيرة منه بعد المسح بورق الحمام أو في الحمام بعد التغوط، وقد تكون في بعض الأحيان كمية صغيرة جدًا لا يتم اكتشافها إلا عن طريق بعض الفحوصات.

أعراض تغوّط مُدَمّى

بعض الأشخاص قد لا ينتبه إلى النزيف حتى في حال وجود دم في البراز وربما لا يعاني من أي أعراض أخرى، لكن في المقابل قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض معينة تختلف باختلاف موقع النزيف وسببه وطوله وشدته، ومن أبرز هذه الأعراض:

·       آلام البطن.

·       القيء.

·       الضعف.

·       صعوبة في التنفس.

·       الإسهال.

·       خفقان في القلب.

·       الإغماء.

·       فقدان الوزن.

 

أسباب وعوامل خطر تغوّط مُدَمّى

وتشمل الأسباب التي قد تؤدي إلى التغوط المدمى:

·       مرض الرتوج

تتكون الرتوج من أكياس صغيرة تخرج من جدران القولون، في الغالب لا تسبب الرتوج أي مشكلات لكن قد تؤدي إلى خطر الإصابة بالعدوى، أو النزيف.

·       الشق الشرجي

تتشقق أو تتمزق الأنسجة المبطنة للشرج وقد تحدث بسبب البراز الصلب والكبير، وفي الغالب ما تكون مؤلمة.

·       الناسور الشرجي

يتشكل الناسور الشرجي بين نهاية الأمعاء والجلد بالقرب من فتحة الشرج، وفي الغالب يتفاقم عند وجود عدوى والذي قد يؤدي إلى النزيف.

·       التهاب القولون

من أبرز الأسباب الشائعة للتغوط المدمى هو التهاب القولون الناتج عن العدوى أو التهاب الأمعاء.

·       خلل التنسج الوعائي

تكون الأوعية الدموية في حالة هشة وغير طبيعية مما يؤدي إلى وجود دم في البراز.

·       القرحة الهضمية

تصيب القرحة بطانة المعدة، أو الاثني عشر، أو الطرف العلوي من الأمعاء الدقيقة، وقد تحدث إما بسبب بكتيريا تسمى ملوية بوابية، أو بسبب الإفراط في استخدام بعض الأدوية، مثل: الأسبرين، أو الأيبوبروفين، أو النابروكسين والتي تؤدي في النهاية لحدوث نزيف.

·       الأورام الحميدة أو السرطان

بعض الأورام الحميدة تنمو وتنزف ثم تصبح أورام سرطانية، ومن أبرز أنواع السرطانات التي قد تتسبب بالتغوط المدمى: سرطان القولون، وسرطان المستقيم.

·       مشكلات المريء

تؤدي الدوالي الوريدية للمريء أو التمزقات التي قد تحدث في المريء إلى فقدان شديد للدم.

·       الأدوية

بعض الأدوية المميعة للدم قد تؤدي لحدوث نزيف في الجهاز الهضمي

·       الحساسية الغذائية

تؤدي الحساسية تجاه البروتينات الموجودة في الحليب أو الطعام إلى التهاب المعدة والأمعاء والذي يؤدي لوجود دم في البراز.

·       تشوهات الجهاز الهضمي البنيوية

تؤدي مشكلات التواء الأمعاء إلى زيادة خطر الإصابة بالتغوط المدمى عند الأطفال.

·       التهاب الأمعاء والقولون الناخر

يتسبب هذا المرض في التهاب وموت الأنسجة داخل الأمعاء الغليظة والذي يؤدي إلى وجود دم في البراز بالإضافة إلى الأعراض الأخرى.

مضاعفات تغوّط مُدَمّى

بمرور الوقت يمكن أن يؤدي التغوط المدمى إلى مضاعفات خطيرة، تشمل الآتي:

·       فقر الدم.

·       فقدان الدم الشديد.

·       الصدمة.

تشخيص تغوّط مُدَمّى

وتشمل طرق التشخيص ما يأتي:

v   الفحص البدني

يقوم الطبيب بالتأكد من الأعراض التي يعاني منها المريض، وسيسأل الطبيب عن التفاصيل، مثل: لون البراز، وتحديد مكان النزيف.

حيث أنه إذا كان لون البراز أسود قطراني فقد يعاني المريض إما من قرحة أو مشكلة أخرى تتعلق بالجزء العلوي من الجهاز الهضمي، أما إذا كان لون البراز أحمر فاتح أو كستنائي فهذا يشير إلى وجود مشكلة في الجزء السفلي من الجهاز الهضمي.

v   غسل المعدة

يتضمن الإجراء إزالة محتويات المعدة عن طريق أنبوب يتم إدخاله في المعدة من خلال الأنف، للتأكد عما إذا كان النزيف في الجزء العلوي أو السفلي من الجهاز الهضمي.

حيث أنه إذا كانت المعدة لا تحتوي على دم فقد يكون النزيف قد توقف أو قد يكون في الجزء السفلي من الجهاز الهضمي.

v   تنظير المريء

يتم إدخال منظار داخلي عبر الفم نزولًا إلى المريء إلى المعدة ثم إلى الاثني عشر حيث أنه يحتوي في نهايته على كاميرا صغيرة يتم التأكد من خلالها عما إذا كان المريض يعاني من نزيف أم لا.

كما يمكن من خلال هذا الإجراء أخذ خزعة صغيرة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر.

v   تنظير القولون

يتم إدخال أنبوب من خلال المستقيم إلى القولون للبحث عن النزيف، ويمكن أيضًا من خلال هذا الإجراء أخذ خزعة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر.

v   التنظير المعوي

يشبه تنظير المريء وتنظير القولون، لكن الاختلاف أن الإجراء يستخدم لفحص الأمعاء الدقيقة.

في بعض الحالات قد يتم إعطاء المريض كبسولة تحتوي على كاميرا صغيرة يمكن من خلالها نقل الصور إلى شاشة فيديو أثناء مرورها بالجهاز الهضمي.

v   التصوير بالأشعة السينية

يتم حقن المريض بمادة الباريوم أو إدخالها عبر المستقيم لجعل الجهاز الهضمي يظهر في الأشعة السينية.

v   مسح النويدات المشعة

يتم حقن كميات صغيرة من مادة مشعة في الوريد واستخدام كاميرا خاصة لرؤية صور لكيفية تدفق الدم في الجهاز الهضمي، لتحديد مكان النزيف.

v   تصوير الأوعية

في الغالب يتم حقن صبغة خاصة في الوريد للكشف عن الأوعية الدموية في الأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب.

فعند تسرب الصبغة في موقع معين فهذا يعني أن الصبغة في موقع النزيف.

v   الجراحة في البطن

يلجأ الطبيب إلى هذا التدخل الجراحي من خلال فحص البطن في حال لم تنجح الاختبارات السابقة في الكشف عن موقع النزيف.

v   اختبارات أخرى

قد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات أخرى للتأكد ما إذا كان يوجد مشكلات تخثر، أو فقر دم، أو وجود عدوى، مثل: البكتيريا الحلزونية.

علاج تغوّط مُدَمّى

يعتمد علاج التغوط المدمى على السبب الرئيس، والذي قد يشمل الآتي:

1. الأدوية

مثل:

·       المضادات الحيوية لعلاج بكتيريا الملوية البوابية.

·       الأدوية المضادة لحموضة المعدة.

·       الأدوية المضادة للالتهابات لعلاج التهاب القولون.

2. إجراءات علاجية

قد يستخدم الطبيب إحدى الإجراءات التي تستخدم للتشخيص، مثل:

·       التنظير الداخلي لحقن مواد كيميائية في موقع النزيف.

·       علاج موقع النزيف من خلال الليزر أو التيار الكهربائي.

·       وضع مشبك أو رباط لإغلاق مكان النزيف.

إذا لم تنجح هذه الطرق في وقف النزيف فقد يضطر الطبيب لاستخدام إجراء تصوير الأوعية لحقن الدواء في الأوعية الدموية ووقف النزيف.

3. الجراحة

يلجأ الطبيب في بعض الحالات، مثل: السرطان، أو التهاب الرتوج، أو مرض التهاب الأمعاء إلى إجراء عملية جراحية لإزالة الأجزاء التي تضررت من القولون أو الأورام.

الوقاية من تغوّط مُدَمّى

يمكن اتباع بعض الطرق البسيطة التي تساعد في الوقاية من التغوط المدمى، مثل:

·       ابتاع نظام غذائي يحتوي على الألياف للتخفيف من الإمساك الذي قد يؤدي لخطر الإصابة بالبواسير أو الشقوق الشرجية.

·       الجلوس في حمام دافئ للتخفيف من ألم الشقوق الشرجية والبواسير.

·       ممارسة التمارين الرياضية، مثل: المشي.

·       عدم الجلوس لفترة طويلة في المرحاض.